مراقبة الاتصالات الهاتفية، والمعروفة أيضًا باسم الاستماع إلى المكالمات، هو موضوع ينطوي على قضايا تقنية وقانونية.
وقد يكون استخدام تقنيات التنصت على المكالمات الهاتفية مدفوعاً بتحقيقات جنائية، أو الأمن القومي، أو حتى لأغراض غير مشروعة، مثل التجسس وانتهاك الخصوصية.
وبغض النظر عن الغرض، فقد أصبحت تقنيات اعتراض وتسجيل المحادثات الهاتفية أكثر تطوراً مع تقدم تكنولوجيا الاتصالات.
التقنيات الرئيسية المستخدمة للتنصت على الهاتف
1. التنصت على خط الهاتف (تناظري أو رقمي)
إحدى الطرق التقليدية للتنصت على الهاتف هي اعتراض خط الهاتف الفعلي.
يتم عادة إجراء هذا النوع من المراقبة مباشرة في مقسم الهاتف أو عند نقطة وصول خط الهاتف، حيث يمكن تثبيت جهاز استماع.
- عمليةفي حالة الخطوط الأرضية، يمكن إجراء التنصت عن طريق التنصت الفعلي على الأسلاك أو عبر أنظمة الهاتف الرقمية. يتصل جهاز التنصت بخط الهاتف قبل وصول الاتصال إلى وجهته النهائية.
- يستخدمفي التحقيقات الجنائية، يصعب تنفيذ هذا النوع من التنصت دون تعاون مشغلي الهاتف. ومع ذلك، لا يزال يُستخدم في بعض حالات المراقبة القديمة.
2. التنصت الرقمي (اعتراض حركة البيانات)
مع ظهور الهواتف المحمولة وانتقال الاتصالات إلى الإنترنت، أصبح التنصت على المكالمات الهاتفية أكثر رقمية وأقل اعتمادًا على الاتصالات المادية.
O دبوس رقمي يتضمن اعتراض حركة البيانات بين الهاتف الخلوي والشبكة، بما في ذلك المكالمات والرسائل وحتى البيانات من تطبيقات الاتصالات.
3. برامج التجسس ومراقبة الهواتف المحمولة
إحدى أبسط الطرق وأكثرها سهولة للوصول إلى الهاتف هي استخدام برامج التجسس أو برنامج مراقبة.
يتم تثبيت هذه التطبيقات على الهاتف المحمول للضحية دون علمه، مما يسمح بإجراء المراقبة بشكل سري.
- عمليةيمكن تثبيت برامج التجسس فعليًا على الجهاز أو إرسالها عبر رابط ضار. بمجرد تثبيتها، تتيح للمهاجم مراقبة المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وتطبيقات التواصل (مثل واتساب وتيليجرام وماسنجر) والموقع الجغرافي، وحتى التسجيلات الصوتية.
- يستخدمفي حين أن العديد من هذه البرامج تُستخدم لأغراض مشروعة، مثل المراقبة الأبوية أو الشركاتية، إلا أنها تُستخدم أيضًا بشكل غير قانوني للتجسس. تتوفر العديد من التطبيقات على الإنترنت تتيح لك تثبيت برامج التجسس على الأجهزة المحمولة دون الحاجة إلى كسر الحماية أو عمل روت.
4. اعتراض مكالمات VoIP
مع انتشار تطبيقات الاتصال عبر الإنترنت، مثل WhatsApp وViber وSkype، أصبح التنصت على المكالمات فويب (نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت) أصبحت تقنية ذات أهمية متزايدة.
ورغم أن هذه المكالمات لا تتضمن شبكة الهاتف التقليدية، فإنه من الممكن اعتراضها باستخدام تقنيات رقمية مماثلة.
- عمليةتُنقل مكالمات VoIP عبر الإنترنت، مما يُتيح اعتراضها عبر الشبكة أو خادم مُزوّد الخدمة. ويتم ذلك بتثبيت أدوات مُخصصة لالتقاط حركة بيانات المكالمات.
- يستخدم:يمكن للوكالات الحكومية والمجرمين استخدام هذه التقنية لمراقبة المحادثات التي تتم من خلال هذه التطبيقات، والوصول إلى الاتصالات دون الاعتماد على البنية التحتية التقليدية للهاتف.
5. تقنية الرجل في المنتصف (MITM)
الهجوم الرجل في المنتصف (MITM) هي تقنية متطورة حيث يضع المهاجم نفسه بين مستخدم الهاتف وخادم الاتصالات.
يمكن للمهاجم اعتراض الاتصالات وتسجيلها وحتى تغييرها دون أن يلاحظ الأطراف المعنية ذلك.
- عمليةتتضمن هذه التقنية استخدام برامج أو شبكات واي فاي وهمية لاعتراض الاتصالات. عندما يحاول شخص ما إجراء مكالمة أو إرسال رسالة، يتمكن المهاجم من الوصول إلى هذه البيانات، كما لو كانت جزءًا مشروعًا من الاتصال.
- يستخدمعلى الرغم من أن MITM هي تقنية أكثر تعقيدًا، فقد تم استخدامها من قبل الحكومات والمتسللين للتجسس على الاتصالات الخاصة والشركات دون علم المستخدمين.
الآثار القانونية للتنصت على الهاتف
إن التنصت على المكالمات الهاتفية يخضع لقواعد تنظيمية صارمة، وهو أمر غير قانوني في العديد من البلدان دون الحصول على ترخيص قضائي مناسب.
في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، قانون التنصت على المكالمات الهاتفية يحظر مراقبة الاتصالات دون أمر قضائي، إلا في حالات استثنائية، مثل التحقيقات المتعلقة بالأمن القومي.
تتضمن التبعات القانونية المترتبة على إجراء عملية تنصت على الهاتف دون موافقة ما يلي:
- انتهاك الخصوصية:إن تسجيل أو مراقبة محادثات أي شخص دون موافقته يعد انتهاكًا للخصوصية، وهو حق يكفله القانون.
- الإجراءات الجنائية:إن التنصت غير القانوني على الاتصالات يمكن أن يؤدي إلى توجيه اتهامات جنائية، بما في ذلك أحكام بالسجن وغرامات باهظة.
- العواقب على الشركات:في سياق الشركات، قد يؤدي استخدام برامج التجسس دون إذن الموظف إلى رفع دعاوى قضائية من قبل الموظفين والإضرار بسمعة الشركة.